دمعة الأستاذ نديم الوطفة على صديقه الأستاذ عبد الكريم الحصري
يا حبيباً فارقَ القومَ وراحْ
برحَ الدنيا لذاكَ المستراحْ
تاركاً كلَّ مليحٍ خلفَهُ
فعلَ الخيرَ و لم يبغِ امتداحْ
طيبةُ المعشرِ ما بينَ الورى
بهُدى الإيمانِ طُهرٌ و صلاحْ
دمثُ الأخلاقِ في سيرتهِ
بدروبِ الخيرِ يمشي و السماحْ
و مليحُ الوجهِ في طلَّتِهِ
وفعالٍ مثلما الوجهِ ملاحْ
و فصيحُ القولِ إنْ كلَّمتَهُ
قلَّما تلقاهُ ما بينَ الفِصاحْ
خلَّفَ الذِكرَعبيراً طيِّباً
مثلَ روضِ الوردِ بالأطيابِ فاحْ
خدمَ الأجيالَ ردحاً فغدَتْ
ترتقي تسمو بنصرٍ وفلاحْ
غرسةَ العلمِ سقاها أينعتْ
أثمرتْ أجيالَ تمشي للنجاحْ
تُرجِعُ الفضلَ لمنْ علَّمَها
طُرقَ العلمِ بأشكالٍ صِحاحْ
ورعى الكشَّافَ في فيروزتي
تغلبٌ تعلو على روسِ الرماحْ
ولَكمْ ضحَّى وكمْ عانى وكمْ
حملَ الغُبنَ بصبرٍ والجراحْ
وكبا الفارسُ عن صهوتهِ
وهوى كالنسرِ مكسورَ الجناحْ
خطفَ الموتُ عزيزاً غالياً
دونَ إنذارٍ مناهُ واستباحْ
ونعى الناعي بصوتٍ واجفٍ
ومنَ الأحزانِ والآلامِ صاحْ
فقدتْ فيروزتي أستاذَها
فلقد فارقنا عندَ الصباحْ
فبكى القومُ حبيباً غالياً
ليتَ يحييهِ نحيبٌ ونُواحْ
فانثروا الوردَ على جثمانِهِ
حبقاً ورداً وفلّاً واقاحْ
بوسامِ العزِّ زيُّنوا صدرَهُ
وانسجوا من خالصِ الخزِّ وشاحْ
بهِ تسمو ترتقي فيروزتي
تَرفَعُ الرأسَ به في كلِّ ساحْ