دمعة الأستاذ نديم الوطفة على صديقه الأستاذ جوزيف الجودي
يا ذا الطهارةِ والبراءةِ والنقا
يا ذا المودّةِ يا محبَّاً صادقا
يا ذا المكارمِ والمكارمُ شيمةٌ
والمكرماتُ بهِ تزيدُ تعلُّقا
القلبُ يترعُ طِيبةً ومحبّةً
والثغرُ كالشمسِ المضيئةِ مُشرقا
في القلبِ بحرُ محبّةٍ ومودةٍ
غدتِ الأحبّةُ في عبابِه ِزورقا
يا مَنْ زرعتَ العلمَ في أجيالِنا
فالجيلُ من أستاذهِ العلمَ استقى
جيلٌ سعى جعلَ الحضارةَ قبلةً
وغشاوةَ الجهلِ البغيضةَ مزّقا
فالكلُّ يغفو والعيونُ قريرةٌ
وعيونُك الوسنى تزيدُ تأرُّقا
كم شادَ في بلدي البيوتَ شوامخاً
فغدتْ بفضلِهِ كالجبالِ شواهقا
ذكراهُ في نفسِ الأحبّةِ عنبرٌ
كالطيبِ في الروضِ المزهِّرِ عابقا
كالبدرِ كانَ كما الأهلَّةِ نيِّراً
كالنجمِ في العلياءِ زادَ تألُّقا
بوفائهِ وبمنتهى إخلاصهِ
بإخائِهِ لمراكزِ العزِّ ارتقى
وهَوَى كنسرٍ قدْ أُهيضَ جَناحُهُ
فالموتُ روحَ أبي الأحبَّةِ أزهقا
فبكتْ عليه بحرقةٍ فيروزتي
والجفنُ من فرطِ النحيبِ تحرَّقا
رشّوا الورودَ ودثِّروا جثمانَهُ
زهراً وفلاًّ عاطراً وزنابقا
أحلامُنا أنْ نلتقيهِ بفرحةٍ
لا في وداعهِ أن يكونَ المُلتقى
لكنَّ ربَّ الكونِ فرَّقَ شملَنا
وأحالَ فيما بيننا ذاك اللقا
جاءَ الجميعُ الى ثراهُ مودِّعاً
والدمعُ في مُقَلِ العيونِ ترقرقا